ليس هذا هو العالم
البعض في هذا العالم يعيش في ظلام الجهل مرغماً
عليه, وذلك لأنه ولد وهو في مجتمع حارة لا يوجد فيها الدكتور ولا المهندس أو
المعلم , أو ربما موجودون بشكل مؤقت فهو معلم أو دكتور أو مهندس في هذه الحارة
المتخلفة ليس عليه سوى الدوام في الصباح و الهرب بجلده في الظهيرة ليعود إلى مخططه
أو حارته الأكثر وعياً أو ربما يعيشون بينهم بمبدأ خليك
بعيد حبك يزيد.
يأتي الفتى الصغير في هذا المجتمع وهو لا يرى
حوله سوى الشباب العاطل المتخلف الذي لا يجيد أي فن من
فنون الحياة الجميلة.
لا يرى سوى ذلك الذي يحمل العصا و السكين و
يتبختر في منطقته و كأنه أسد, يضرب من يلقي عليه سلاماً
لا كلاماً و لربما كونوا الجماعات لتصبح حرب العصابات!
لا يرى سوى ذلك المجنون الذي يسرق سيارة والده
ليأتي ويُخمس بها في الشوارع ليصفق له من على شاكلته
و يقولون له أحسنت يا ذيـــــــــــــــب !
لا يرى سوى السارقين الذين يسرقون من أجل المتعة
وليس للحاجة ليقال لهم يا أخي و الله إنك حريــــــــف
!
ولربما عندما يرى الدكتور أو المهندس أو المعلم,
يظن أنه أتى من كوكب آخر ليساعده في لحظه ويرحل!
و يرى ربما ما هو أسواء من كل هذا, وهو مازال
صغيراً عقله طرياً , فيبدأ هذا الفتى و رفاقه
الصغار يجلسون سوياً ويتحدثون عن ذلك الشباب المتخلف وهم متأثرين بهم و كأنهم
أبطال نفعوا الأمة و كشفوا الغُمة, لقلة إدراك
الفتية الصغار يرون مساوئ تلك المجموعة حسنات و لربما كان لكل واحد من هؤلاء
الفتية نجمه المفضل ... مضحك جداً ومحزن.
ليكون هؤلاء الشباب هم القدوات
للفتية الصغار, الذين ليس ذنبهم سوى تواجدهم في ذلك المكان و تواضع المستوى
التعليمي لوالديهم و قلة التوعية في محيطهم, وضُعف التربية و التعليم في مدرستهم.
و بفضل من الله و رحمة ينجوا
البعض من هؤلاء الفتية ليشق طريقه الصحيح و يظهر على العالم المتعلم و يخالط من في
مثل عمره ولكن ليس في مثل وضعه و تضح له الأمور,
ويكتشف أن العالم مختلف كل الإختلاف عن حارته المريضة, بل بالعكس فالحسنات التي
كان يراها ليست سوى مساوئ و خصال سيئة لا يتمنى أحد أن يكتسبها.
و في الناحية المقابلة يغرق البعض من هؤلاء
الفتية ليكمل مسلسل البطولات الوهمية للشباب المتخلف بغير وعي و ضُعف إدراك, و إن
كشف الداء متأخراً يقول طاح الحطب!
ويردد على مسمعه: "مرحباً بك في العالم الحقيقي"
في الوقت الحالي الذي تقدم فيه العلم
و لله الحمد في أمتنا و تقلص الشريحة الجاهلة, علينا كشباب واعد لهذه الأمة أن
نزرع الكثير من المبادئ في أبنائنا وفي من حولنا التي لربما فقدها البعض منا بحسن
نية.
قبل كل شيء علينا مساعدتهم لإدراك
محبة و مخافة الله في قلوبهم وحب أمتهم الإسلامية و إبعادهم و تعريفهم على التيارات
المختلفة من التي تواجه الأمة بأثواب مختلفة لكي لا يكونوا قليلي المعرفة سريعي
الكسر, ومن ثم:
* نختار المجتمع الأنسب
و الأفضل ليعيشوا فيه أبنائنا.
* نختار لهم التعليم الأفضل, لتقويتهم علمياً و فكرياً.
* نساعدهم لإكتشاف
قدراتهم الداخلية و طاقتهم الكامنة.
* نربي فيهم حب
الأهداف العامة و تقديرها كالأهداف على المستوى
الشخصي أو أشد وحب مساعدة الأخرين و إحتساب الأجر.
* نعرفهم بما يدور حول
العالم, وليس ما يدور في الحارة أو الحي الصغير.
* نجالسهم في الحي و نوعيهم, فا لكثير منهم لا
يُدرك أهمية المعرفة ولا يبحث عنها, نأخذ بأيديهم ونضعهم على الطريق ليكونوا بسلام إن شاء الله.
"نريهم العالم بوجهه الحقيقي لا بوجه
الحفلة التنكُرية"
أكرم فقيه
1430106
اشترك في النشرة التعريفية لأكاديمك ليصلك جديد الدورات والدبلومات
جميع الحقوق محفوظة أكاديمك للتدريب والتعليم 2011 - 2024